في عالم تتشابك فيه الأزمات، وتتعدد فيه النزاعات، وتتشظّى فيه المواقف، يبرز صوت الحكمة وسط الضجيج، صوت يحمل الاتزان في الرؤية، والوضوح في القرار، والثبات على المبادئ. ذلك هو صوت المملكة العربية السعودية التي أصبحت اليوم، وعن جدارة، ركيزة الثقة في المجتمع الدولي، ومرجعًا حاسمًا في حلّ أعقد القضايا الإقليمية والدولية. ولكن، كيف غدت السعودية صوت الحكمة عند تَعقد القضايا الدولية؟ وما الذي يجعلها اليوم ركيزة الثقة التي يرتكز عليها العالم وسط أزماتٍ ونزاعاتٍ معقدةٍ تتشابك تفاصيلها؟ وما هي العوامل التي جعلت منها اليوم منارة للاعتدال يٌحتذى بها، ومصدرًا يُلجأ إليه في أحلك الأزمات؟ هذه الأسئلة تفتح لنا أبواب التفكير في دورٍ فريدٍ وتحولٍ نوعيّ رسم للمملكة مسارًا جديدًا في الساحة الدولية تعكس مجهودات قيادةٍ حكيمةٍ مسؤولة، حيث باتت المملكة نموذجًا يحتذى به في تحقيق السلام والاستقرار لحل أعقد النزاعات الدولية. جميعنا مدركون الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في الساحة الدولية، فهي تتوسط العالم العربي والإسلامي، ومهد الرسالة، وموطن الحرمين الشريفين، ما منحها قيادة روحية ومكانة دولية فريدة. أضف إلى ذلك استقرارها السياسي الذي يجعلها شريكًا ووسيطًا موثوقًا لحل النزاعات. فضلًا عن هذه الامتيازات، فإنها تنتهج الاعتدال والدبلوماسية على المواجهة، ما يجعل سياستها الخارجية متزنة ورزينة. أصبحت السعودية صوت الحكمة لأنها أثبتت قدرتها الاستثنائية على الجمع بين القيم والثوابت الإسلامية، والحكمة السياسية، والدور الإنساني، والتحالفات الدولية الذكية. واليوم لا تسعى السعودية إلى النفوذ عبر فرض القوة، بل عبر بناء الثقة، وترسيخ قيم الحكمة والاعتدال والسلام. ولم تسعَ إلى النفوذ من خلال الهيمنة أو التدخل، بل من خلال بناء الجسور، وتغليب لغة العقل، وهذا ما يجعلها وسيطا موثوقًا في عالم تكثر فيه النزاعات والصراعات الدولية. بكل فخر واعتزاز، يمكنني القول إنّ وطني الحبيب اليوم أصبح ركيزة الثقة الأساسية في العالم أجمع، ومحورًا للاستقرار السياسي والاقتصادي، ومرجعًا ثابتًا يُعتمد عليه في القضايا الدولية والإقليمية. هذه المكانة لم تأت صدفة، بل كانت ثمرة عقودٍ من العمل الجاد، والرؤية الحكيمة، والسياسات المتزنة تقودها قيادة ملهمة وشعب وفيّ. لقد أثبتت القيادة السعودية، في مواقف عدة، قدرتها الاستثنائية على اتخاذ قرارات مصيرية في أحلك الظروف، فجمعت بين الحكمة والحزم، وبين السعي نحو التنمية والانفتاح مع الحفاظ على الثوابت والقيم. وأوضح مثال على ذلك هي رؤية السعودية 2030 الطموحة التي لا تعرف حدودًا ويستشرف المستقبل بمخططاتها. أما الشعب السعودي، فعن أي الشعوب أتحدث؟ شعبٌ قد أثبت على كل الأصعدة أنه على قدر عالٍ من المسؤولية؛ شعب مخلص، طموح، متكاتف مع قيادته، يحمل في قلبه حبًا عظيمًا لوطنه وقادته. شعبٌ في عقله إيمان بالرسالة، وفي عمله عزيمة لم ولن تلين. هذا التلاحم الوطني بين القيادة والشعب هو السر الحقيقي وراء هذه القوة. المملكة العربية السعودية ليست فقط دولة ذات اقتصادٍ قوي أو موقع إستراتيجي، بل صوت الحق والحكمة، وركيزة السلام والثقة، وشريك كفء يُعتمد عليه في التنمية العربية والعالمية. وهكذا، يحق لنا أن نقول بثقة: السعودية اليوم هي دولة ثقةٍ، ودولة قرارٍ، ودولة مستقبلٍ. حفظ الله قادة هذا الوطن العظيم وبارك في شعب هذا الوطن المبارك، وجعلهم درعًا لوطنهم، وعونًا لقادتهم، وزرع في قلوبهم الإخلاص والانتماء والتمكين في كل ميدان.