أعلن المركز الوطني للمناهج بالشراكة مع وزارة التعليم، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، عن بدء تطبيق التعليم بمنهج للذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم العام، بدءاً من العام الدراسي المقبل، وحسب المهتم والخبير في الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم والتدريب الاستاذ الدكتور مصلح معيض الحارثي لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية جديدة، بل أصبح محركاً رئيسياً لإعادة تشكيل مناحي الحياة، وعلى رأسها التعليم والتدريب وفي عالم تتسارع فيه الابتكارات، اتخذت المملكةخطوة استشرافية بإدراج مادة الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العام لجميع المراحل، بدءًا من العام الدراسي المقبل ، ضمن مستهدفات رؤيتها الطموحة 2030. ويرى الدكتور الحارثي إن هذا القرار لا يقتصر على تحديث المناهج، بل يُعد استثمارًا استراتيجيًا في رأس المال البشري، وبُعدًا وطنيًا لتأهيل الإنسان القادر على قيادة التحول الرقمي ومواجهة تحديات الغدبثقة وكفاءة، وأضاف : تشير تقارير عالمية حديثة، منها تقرير المنتدى الاقتصاد العالمي 2025، إلى أن 92 مليون وظيفة ستختفي بحلول عام2030، مقابل خلق نحو 170 مليون وظيفة جديدة، مما يفرض علينا إعداد كوادر وطنية متقدمة تمتلك مهارات تقنية ومعرفيةمتطورة، تحقق نموًا صافيًا يُقدّر ب78 مليون وظيفة على مستوى العالم. ويقول الدكتور الحارثي إن الذكاء الاصطناعي في التعليم ليس مجرد أداة تقنية أو تعليم برمجي ، بل هو تحول جذري في الفلسفة التربوية، يسهم في صقل التفكير التحليلي، وتنمية ملكة الإبداع، وتعزيز ما يُعرف بمهارات القرن الحادي والعشرين. كما يغرس وعيًا نقديًاوأخلاقيًا بالتقنية، ليُكوّن جيلًا يستهلك التكنولوجيا بوعي، ويسخّرها لحل مشكلات مجتمعه وخدمة وطنه. اليوم؛ نحن أمام مشروع وطني لبناء "الإنسان الرقمي المتوازن" الذي يجمع بين حكمة الإنسان وذكاء الآلة. ويقول الدكتور الحارثي إن التجارب الدولية أثبتت جدوى هذا التوجه، حيث بادرت دول مثل سنغافورة والولايات المتحدة والصين بإطلاق مختبرات ذكية وبرامج متقدمة منذ المراحل المبكرة، لتمكين الطلبةمن الإبداع والابتكار. أما المملكة، فقد عززت شراكاتها مع كبرى الشركات التقنية ضمن خططها الوطنية، لتحجز لنفسها مكانةمرموقة في مؤشرات الجاهزية الرقمية عالميًا، وتؤكد التزامهابرؤية واضحة للنهوض بالتعليم. ولنجاح هذا المسار، لا بد من مواجهة التحديات الجوهرية، وفي مقدمتها تأهيل المعلم ليكون قائداً وملهمًا في هذا التحول، إلى جانب بناء بنية رقمية شاملة، وتحديث المناهج بشكل دوري لتبقى متسقة مع تطورات التقنيةوسوق العمل. وأكد الدكتور مصلح الحارثي أن إدراج الذكاء الاصطناعي في التعليم ليس ترفًامعرفيًا، بل ضرورة وطنية تستجيب لتحولات العصر، وترفع مكانة الإنسان السعودي ليقود مستقبل وطنه، لا أن يستهلكه فقط، وقال "إنه قرار استباقي يُعزز موقع المملكة بين الدول الرائدة، ويُهيئ جيلًا يكتب مستقبله بيده، بلغة العالم، وبعقلية مبتكرةووعي متزن".