في تصعيد غير مسبوق للتوترات المتفجرة بين طهرانوواشنطن، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدف قواعد أمريكية في الخليج، في مقدّمتها قاعدة «العديد» في قطر، وقاعدة «الشيخ أحمد الجابر» في الكويت، إضافة إلى مواقع لوجستية في البحرين، ضمن ما وصفته بردّ مباشر على «الدعم الأمريكي للعدوان الإسرائيلي» المستمر على إيران وحلفائها في المنطقة. استنفار واسع وأدّت الهجمات إلى حالة استنفار أمني واسعة، حيث بدأت العديد من الدول الخليجية مثل قطروالإماراتوالبحرين وحتى الكويت بإغلاق أجوائها مؤقتًا، ما أدّى إلى تعطّل رحلات وإغلاق مطارات مؤقتًا. كما رفعت وزارة الدفاع حالة التأهب القصوى، بينما أشارت مصادر أمنية إلى أن بعض الصواريخ سقطت في محيط القواعد دون تسجيل خسائر بشرية مباشرة. وأغلقت قطر مجالها الجوي واعترضت منظوماتها الجوية الصواريخ بالكامل بدون وقوع خسائر. ووصفت الحكومة القطرية الهجوم بأنه انتهاك للسيادة القطرية، وأكدت أنها «تحفظ الحق في الردّ بما يتناسب طرديًا مع طبيعة العدوان». وأدانت السعودية العدوان الذي شنته إيران على قطر بأنه «يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وهو أمر مرفوض ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال». استفزاز مباشر وفي أول رد أمريكي، نددت القيادة المركزية بالهجمات ووصفتها بأنها «استفزاز مباشر»، مشيرة إلى أنها تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين. وعبّرت عدة عواصم خليجية عن قلقها العميق من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، بينما دعت الإمارات وسلطنة عمان إلى التهدئة وتغليب المسار الدبلوماسي. من جهتها، اعتبرت إيران أن الضربات «جزء من إستراتيجية الردع والدفاع عن النفس»، مؤكدة أن أي تصعيد أمريكي سيقابل ب«رد مضاعف». تقويض القدرات ومن جهة أخرى وسعت تل أبيب نطاق هجماتها داخل الأراضي الإيرانية، مستهدفة منشآت تعد رموزًا للنظام، من بينها سجن إيفين سيئ السمعة، ومقرات عسكرية مركزية في العاصمة طهران، في وقتٍ أكدت فيه إيران أن الصراع قد يستمر عامين على الأقل. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الهجمات شملت «أهدافًا للنظام وأجهزة قمع حكومية في قلب طهران»، لكنها شددت على أن العملية لا تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، بل تسعى إلى تقويض قدراته النووية والعسكرية، وتزامن ذلك مع تحذير مباشر من الجيش الإسرائيلي بمواصلة الضربات خلال «الأيام المقبلة». سجن إيفين وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الإيراني الرسمي تصاعد أعمدة الدخان فوق طهران بعد استهداف بوابة سجن إيفين، المعروف باحتجاز سجناء سياسيين ومزدوجي الجنسية، ويُدار السجن من قبل وحدات الحرس الثوري الإيراني، ويخضع لعقوبات غربية، ولم تُسجل إصابات مؤكدة حتى اللحظة، إلا أن منظمات حقوقية، منها «مركز بوروماند»، أعربت عن قلقها إزاء أوضاع المحتجزين داخله. كما استهدفت الغارات منشآت تابعة للحرس الثوري، وترافقت الضربات مع انقطاع واسع للتيار الكهربائي في الضواحي الشمالية لطهران، وفقًا لوكالة تسنيم. صواريخ ومسيرات وردًا على الهجمات، أعلنت إيران تنفيذ موجة جديدة من عملية «الوعد الصادق 3»، حيث استهدفت بصواريخ ومسيرات مدنًا إسرائيلية، بينها تل أبيب وحيفا، ورُصدت انفجارات في سماء القدس، ناتجة على الأرجح عن أنشطة دفاع جوي، وقالت نجمة داوود الحمراء إنه لم تُسجل إصابات مباشرة في إسرائيل. وعسكريًا، أكدت طهران أنها لا تزال تحتفظ بقدرة الرد على ما وصفته ب«العدوان المزدوج» من إسرائيل والولاياتالمتحدة، وقال الجنرال، عبدالرحيم موسوي، إن إيران ستتعامل مع التهديدات وفق مبدأ «الرد المرن»، متوقعًا أن يستمر النزاع «حتى عامين»؛ بسبب طبيعة العمليات واتساع رقعة التصعيد. الوكالة الذرية تحذر ويأتي تصعيد بعد 24 ساعة فقط من ضربات أمريكية نفذتها قاذفات شبح استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، بينها موقع فوردو شديد التحصين، في أول تدخل مباشر من واشنطن لدعم جهود إسرائيل العسكرية ضد إيران. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الهجوم يهدف إلى «شل البرنامج النووي الإيراني»، فيما حذرت إيران من أن ذلك تجاوز «خطًا أحمر كبيرًا»، وردًا على ذلك، أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس محافظيها أن إيران نقلت بعض المواد النووية من المنشآت المستهدفة قبل الضربات، لكنها لم توضح ما إذا كانت هذه الخطوة مُبلّغ عنها وفقًا للاتفاقيات الدولية. أولًا: طبيعة الأهداف العسكرية إسرائيل ركزت على منشآت نووية «نطنز، فوردو، أصفهان». استهدفت رموز النظام «سجن إيفين، مقار الحرس الثوري». استخدمت هجمات دقيقة بواسطة طائرات (F-35) وصواريخ موجهة. تجنبت عمدًا استهداف المدنيين لتقليل التصعيد. إيران ردت بصواريخ وطائرات مسيرة نحو مدن إسرائيلية «تل أبيب، حيفا، القدس». استهدفت مواقع عسكرية وأمنية، لكنها أصابت مناطق سكنية. استخدمت سلاح «الضربة الواسعة» لتوجيه رسالة سياسية أكثر من دقة عسكرية. ثانيًا: الأهداف السياسية والعسكرية إسرائيل تسعى لتقويض البرنامج النووي الإيراني قبل وصوله لمرحلة «اللاعودة». تُرسل رسالة ردع لإيران وحلفائها، وتحاول استعادة زمام المبادرة إقليميًا. تُوظف الهجمات لتحسين وضع الحكومة داخليًا، خصوصًا موقف نتنياهو المتراجع. إيران تردع الهجمات الإسرائيلية، وتؤكد قدرتها على الرد المباشر. تُظهر للجمهور الإيراني والإقليمي أنها قادرة على ضرب الداخل الإسرائيلي. توظف المواجهة لتبرير استمرار تخصيب اليورانيوم، وتحشد تعبئة داخلية. ثالثًا: التكتيكات والأساليب إسرائيل عمليات جوية خاطفة ودقيقة. تنسيق استخباراتي عالي المستوى مع الولاياتالمتحدة. إدارة الضربات من حيث التوقيت لخلق تأثير سياسي وعسكري مضاعف. إيران استنزاف بالضربات المتقطعة عبر المسيرات والصواريخ. تلويح بالتصعيد الإقليمي «خاصة ضد المصالح الأمريكية». استثمار شبكات الوكلاء في اليمن ولبنان والعراق لفتح جبهات ضغط. رابعًا: المدى الزمني والتوقعات إسرائيل تتعامل مع الحرب كحملة محدودة الزمن والهدف. تميل إلى تقليص الاشتباك خشية استنزاف داخلي أو تصعيد إقليمي شامل. إيران تصرح بأن الحرب قد تستمر حتى عامين إذا استمرت الهجمات. تُوظف الزمن كأداة ضغط نفسي وسياسي في المواجهة.